قصة باب الحارهفي الجزء الثاني تغير كل شيء وبقي العمل متماسكاً..الخط الدرامي الممتع والذي شاهدة المتابعون في فترة من انزواء الزعيم الذي يحلل ما حدث ويفكر ملياً وبهدوء محاولا معرفة من قتل "أبو سمير" وهو الذي ورطه بالأمر فيطلب اجتماع رجال الحارة ليطلق عهداً على نفسه بأنه سيسلمهم قاتل "أبو سمير" في حدود بضعة أيام..هنا انتهى الجزء الأول من المسلسل "باب الحارة" ولكن يبقى للقصة أشياء جميلة تحمل في طياتها الخطوط الدرامية الاجتماعية والسياسية التي تجسد عناصر التعاضد والرأفة والرحمة والوطنية والانتماء لكل ما هو أصيل ضمن مجتمع تسوده حضارة متأصلة عريقة عنوانها الفضيلة، بعد خروج "أبو عصام" من المضافة لوحظ عليه التوتر وخصوصاً من قبل "أبو كاسم "أخي سعاد التي كانت في غرفتها تبكي لهذا التصرف الغير المألوف عند "أبو عصام "حيث أنه عاد ليلاً إلى منزله ونام في أرض الديار مستنفراً لفعلته مع سعاد في اليوم التالي كان انشغاله مباشراً بالبحث عن الشيخ عبد العليم لكي يرد إليه سعاد بعدما طلقها، في غرفة نوم "أبو عصام" حصل عتاباً كبيراً بينهما انتهى على التفاهم وعودة الحياة بينهما إلى ما كانت عليه قبل الطلاق.كارثة الحارة الأخرى تمثلت في نفس الليلة حيث كان الزعيم يبحث عن قاتل "أبو سمير" في كل مكان من أزقة حارته حتى أتته يد الغدر بخنجر مسموم وفي مكان القلب أدى إلى سقوطه مقتولاً، وفي الصباح قامت قيامة الحارة بمقتله والتي تولى أبو عصام إدارة الحارة والتصرف بها وذلك بسبب تأخر العقيد أبو شهاب في أرض الوقف التي كانت تعطي الحارة ومسجدها خيراً كثيراً، وبالفعل عاد أبو شهاب ليجد نار الغضب تملأ النفوس في حارته بموت الزعيم و"أبو سمير" الحمصاني اللذين قتلا في غيابه ودفن الزعيم بعد عهد من "أبو شهاب" أعطاه لجسد الزعيم بإيجاد قاتله والانتقام منه..خط سياسي آخر مليء بالاحداث الدرامية الممتزجة اجتماعيا، عودة "أبو النار" الذي استخف ب "أبو شهاب" بعد مقتل الزعيم داخلاً الحارة مقاتلاً ليرد اعتباره الذي سلب منه في أخر معركة في أيام الإدعشري عندما خرج من حارة الضبع هارباً مع رجاله حيث تصدى له أبو شهاب والحارة بمعركة سريعة أخمدت بطلب من "أبو عصام" الذي دخل مصلحاً بينهما حيث تم الصلح في منزله وعادت الصحبة بين الحارتين وعاد أبو غالب ليدخل حارة الضبع من جديد لكنه لم يوقف مكره وحقده وتوعد بتأجيج الفتنه بينهما وفي منزل "أبو عصام" عادت المشاكل من جديد تتأجج فتارة بين الأخ وأخيه وتارة بين سعاد ولطفيه وتارة بين "أبو عصام" وسعاد وتارة بين جيرانه وسعاد وبناته وتارة بين أبنائه وأهل الحارة مما أضطر "أبو عصام" إلى إبعاد عصام عن منزله ليسكن في منزل سعاد التي ورثته عن والدها وتحت الضغط والترجي القليل إليها وخصوصاً بعدما استلم الحارة أخوها أبو شهاب خلفاً للزعيم وبه أرادت سعاد الانتقام من فريال التي رحل سندها وقريبها. حتى عادت المشاكل من جديد بين فريال وسعاد اللتين توعدا لبعضهما وقامت المشاكل من جديد وطردت فريال للمرة الثانية من منزل "أبو عصام" وتتالت الهجمات على سعاد من جيرانها حتى تطاول الجار على سعاد وعلى زوجها والتي سمع بها أبو عصام وكان حاضراً في منزله صباحاً بل أهين من سعاد أمام أولاده وزوجة عصام والذي رد عليها بالطلقة الثانية الطلقة التي شلت كل توتر حاصل في تلك الساعة. يخرج أبو عصام من منزله إلى دكانه ليرسل عصام إلى المنزل ليمنع سعاد من مغادرة المنزل حفاظاً على تماسك أسرته واستمرار مراقبتها لبناتها ومن ثم لعدم فضح سعاد وأسرته في الحارة وخصوصاً ابنته دلال التي خطبت لإبراهيم وعقد قرانها والتي اقترب موعد زفافها، هذه الأحداث الدرامية التي تمثل المجتمع المتماسك في أحلك الظروف وأصعبها، هنا أراد أبو عصام تأديب سعاد بالابتعاد عن منزله وعنها نائماً في دكانه التي كَشفت أسراراً كثيرة عن الحارة وعن خارجها والتي كان أهمها معرفة جاسوس الحارة وقاتل أبو سمير والزعيم وعن اللصين اللذين كانا ينويان دخول منزل" أبو سمير" والاعتداء على زوجته التي شاع خبر جمالها في الحارات، ورغم تكتم "أبو عصام" عن طلاق سعاد وعن نومه في الدكان إلا أن الفضيحة كانت منتشرة في الحارة بين النساء حتى علم بها رجال الحارة والتي كان سببها فريال حيث نجح عصام ومعتز من تهدئة ثورة "أبو عصام" وغضبه ليعود ويفكر بترجيع سعاد.كان أبو غالب يترصد ل "أبو عصام" كاشفاً نومه في الدكان فاضحاً له بين رجال الحارة حيث أنه قام بوضع قفل قديم فوق قفل دكان "أبو عصام" والذي ساهم في تأخير فتح الدكان واجتماع الحارة حولها مع "أبو كاسم"، وبعد ذلك فتحت الدكان وكشف أبو عصام بداخلها وانتشر خبره في الحارة وأجبرت سعاد على مغادرة المنزل بالقوة مع "أبو كاسم" "صاحب الحمام" الذي كان أسوأ رجل عرفته الحارة في تلك الفترة من قصور في الحكمة وتسرعه في اتخاذ القرارات أي أنه كان سبباً آخر إلى مشاكل كثيرة هزت عائلة "أبو عصام" وهزت شخصه القوي وبدأ هبوط اسمه وشخصه في الحارة حتى أصبح أقل احتراماً بل أسوأ رجل فيها، حينها طلقت ابنته دلال وسحبت منه زعامة الحارة التي وكله بها أبو شهاب الذي اخذ خطاً سياسيا دراميا وخطوطا اجتماعية مهمة في إذلال بعض رجال الحارة التي تمثل مدينة بأكملها وذلك بعد خروج "أبو شهاب" من الحارة قاصداً الغوطة لينقل السلاح منها إلى حدود فلسطين ومن ثم أمر ليسافر إلى حلب ليشتري سلاحاً جديداً هنا طالت أيام ابتعاده عن الحارة ليعود إليها وليجد مشاكل كثيرة كان أهمها طلاق سعاد وفضيحتها وطلاق بنت أخته دلال وطلاق لطفيه ودخول "أبو النار" الحارة غازياً من جديد ومن ثم ذل "أبو عصام" في منزله وبين رجال حارته والتي نتجت عنها آلام وبكاء وخصوصاً من سعاد ودلال ولطفيه وإبراهيم وأمه حتى وصل إلى شخص "أبو عصام" الذي عومل معاملة بشعة من أكثر رجال حارته وخصوصاً من" أبو شهاب" الذي اعتبر طلاق أخته هي اهانة له ولعائلته ولمركزه في الحارة. عادت التهديدات بين "أبو النار" و"أبو شهاب" حتى دخل أبو النار الحارة برجال لم يسبق لها مثيل والتي أدت إلى معركة قوية جداً بينهما والتي خلفت الكثير من الجرحى وكان أولهم أبو النار الذي أصيب بطعنة جديدة في وجهه أثارت غضبه لتوعد جديد وثأر جديد يقوم به مع اقتراب وصول السلاح من حلب إلى الحارة رداً على الإهانة والمعركة التي كان سببها ضرب أبو غالب في الحارة من قبل معتز وسبه مع كبير حارته ورجاله.ومع كل هذا التوتر لم ينقطع أبو عصام عن مقابلة أبو شهاب وكيف ينقطع وعنده أسرار اكتشفها عندما كان نائماً في الدكان وخصوصاً عن الأعمى صطيف جاسوس الفرنسيين وقاتل الزعيم و"أبو سمير" وعن اللصين اللذين سيدخلان الحارة بلباس السيدات قاصدين عرض أرملة أبو سمير الحمصاني وعن أخبار الثوار والسلاح التي تصل إليه لينقلها إلى "أبو شهاب" الذي أدرك غلط "أبو كاسم" في الكثير من الأمور وخصوصاً تعامله مع طلاق سعاد حيث عوتب عليه طويلاً وحمل السبب في كل المشاكل، وبالفعل قبض على اللصين بلباس النساء وهما على باب منزل أبو سمير يريدان اقتحامه بالقوة وحلت مشكلة "أبو بشير" و"أبو إبراهيم" وقبض على صطيف وقتل. وعاد أبو عصام يكبر من جديد في الحارة وزوجت جميلة لبشير الفران وعصام لهدى مع بكاء من لطفيه لم يسبق له مثيل بعد حملها، والمشكلة التي انتقمت بها سعاد من فريال وهي في دار أخيها "أبو كاسم" مع تفكير جدي بين "أبو عصام" وبنفسه شوق لسعاد مع تمنعها منه لردها لأنه لازال على خلاف مع "أبو كاسم" الذي أهانه أمام أهل الحارة وأبعده عن قلوب رجال حارته لفترة قصيرة حتى جاء يوم وصول السلاح إلى داخل الحارة مع ليلة تنفيذ وعد "أبو النار" للثأر منها سارقاً سلاح الثوار والذي أعاد إلى الحارة توتراً كاد أن ينفجر بمعركة جديدة لولا حكمة "أبو شهاب" ورجاحة عقله بتسليم السلاح إلى رجال الغوطة وسلم كاملاً بعدما تخلى أبو شهاب عن بارودته وأرسل أبو عصام بارودة له وكبر مجدداً الحب بين "أبو عصام" و"أبو شهاب" والحارة بأكملها عندما خرج أبو عصام بنفسه مع عصام وبعض شباب الحارة لنجدة "أبو شهاب" ومعتز وعبدو وتخليصهم من سجون الإنكليز بعدما قبض عليهم على الحدود بل ذهب معهم أبو النار ورجاله مع "أبو غالب" الذي عاد إلى أصله مع "أبو النار" واللذين لم يعودا إلى الحارة بل دفنا شهيدين بالقرب من مكان المعركة التي قامت بين الإنكليز وبين رجال حارة الضبع وحارة "أبو النار" ورجال الغوطة والتي كانت نهايتها عودة القلوب إلى القلوب ومعانقة "أبو كاسم" ل "أبو عصام" بعد عودته مع "أبو شهاب" والشباب المحررين من سجون الإنكليز وبها استنتج الكاتب عودة سعاد ل "أبو عصام" وعودة "أبو عصام" الرجل الكبير في حارة باب الحارة وليعود أبو إبراهيم ليطلب دلال ابنة "أبو عصام" من جديد لإبراهيم..