ملـــخص :
من نهاية الجزء الأول حتى نهاية الجزء الثانى
في إحدى الصباحات يخرج الإدعشري من البوايكية بعد ورديته الليلية يعترضه أبو الحكم وهو من زعران أبو النار ويتعاركا معاً حيث يستطيع أبو الحكم ضرب الإدعشري بالسكين في يده ويفر هارباً , يذهب الإدعشري إلى دكان أبو عصام لمعالجة الجرح فيكتشف أبو عصام أن في يد الإدعشري جرح قديم وبأن يده مصابة بالغرغرينا وهو مرض التهاب الأنسجة , وعند إخباره بالأمر وحيث يعلم بأنه لا بد من ذهابه إلى المشفى لقطع يده يضحك ساخراً من نفسه ثم يبكي بكاءاً مرأ ويشعر بأن ما جنته يده من سرقة وقتل و قسم كاذب حان الوقت لدفع الثمن والعقاب لأن الله سبحانه وتعالى حي قيوم , عالم بكل شيء وهو يمهل ولا يهمل ولكن ماذا ينفع الندم حين يأتي متأخراً . يرضخ الإدعشري إلى الأمر الواقع ويذهب برفقة كبار رجال الحارة ويستأصلون يده في المشفى ليعود إلى بيته متألماً . يأكله الندم ويؤلمه ما فعلت يداه أكثر مما يؤلمه جرحه , ويعيش عذابين , عذاب لأنه خدع أهل حارته وكبارها ممثلاً نفسه بطلاً بين رجالها وبالتالي معاملتهم له بكل الاحترام والتقدير والحب . وعذاب ما جنته يديه من سرقة وقتل الحارس أبو سمعو الذي لم يكن همه سوى حماية أهل الحارة وبيوتها .
في جانب أخر نرى أن رياض صهر أبو خاطر لم يعد يتحمل مضايقات خاطر مما يدعوه إلى التنازل عن البيت الذي كتبه عمه باسمه وكذلك عن ربع الدكان وعن عقد الشراكة بينهما وتعتقد زهرة أن رياض سيتخلى عنها أيضا إلا انه يفاجئها بأنه لن يستطيع التخلي عنها والحياة ودونها وهكذا يعود بها إلى بيت أهله البسيط والمتواضع ويحتد الموقف بين أبو خاطر وابنه لما فعل وبأنه لم يستطع قراءة ومعرفة رياض جيداً, وهكذا يعود خاطر لمصالحة صهره رياض وإصلاح موقفه وبأن رجل مثله هو جدير بمصاهرته.
أما أبو حاتم فيستجيب له القدر وتضع زوجته صبياً ويقدم أبو حاتم الطعام واللحم والحلويات إلى الفقراء لمدة سبعة ايأم , لكنه في أحد الأيام يستيقظ ليرى ابنه حاتم وقد فارق الحياة بخطأ من والدته التي كانت ترضعه من صدرها ولم تنتبه إلى اختناقه ليلاً , يعم الحزن في أنحاء الحارة ويأتي أبو ديبو ومعه ابنه ليقدمه لأبو حاتم قائلاً له لا تحزن فإن ابنك لم يمت هذا ابنك الذي ربيته منذ أن كان صغيراً فيبتسم أبو حاتم ويقتنع بما كتبه الله له وبأن لقضاء الله وقدره حكمة وما على العبد إلا أن يرضخ لبارئه.
تسوء حالة الإدعشري الصحية و عندما يدرك أن اجله اقترب . يطلب من صبحي أن يدعو الزعيم والشيخ عبد العليم وأبو عصام وأبو شهاب وأبو إبراهيم وفي ذلك اللقاء يعترف الإدعشري أمامهم بالحقيقة وبأنه هو الذي سرق ذهب أبو إبراهيم وهو من قتل أبو سمعو ودفنه في حوش القبر الذي أغلقته البلدية فيما بعد ويطلب الصفح عنه ومسامحته عما فعل ويلفظ أنفاسه الأخيرة , ويفاجأ الجميع بهذا الاعتراف ويشعر صبحي بالصدمة والخجل لما فعل والده ويتم إخراج الذهب وإرجاعه إلى صاحبه أبو إبراهيم الذي يعطي نصف المبلغ إلى صندوق الحارة وقسما ًإلى عائلة الحارس أبو سمعو الذي خسر حياته دفاعاً عن ماله . يبيع صبحي المنزل ليخرج من حارة الضبع نهائياً.
وتدخل إلى الحارة بعد ذلك دورية درك تقصد تفتيش بيت أبو شهاب , فيدرك الزعيم أن أبو شهاب مراقب مما دعاه إلى تكليف أبو سمير الحمصاني بإيصال سبع ليرات ذهبية إلى شباب الغوطة , لكن المفاجأة الكبرى التي تصيب حارة الضبع ورجالها بالهلع عندما يجدون أبو سمير مقتولاً أمام باب الحارة وقد سرقت منه صرة النقود .
في تلك الأثناء تكون المشاحنات قد وصلت ذروتها بين سعاد و فريال , وسعاد ولطفية . التي أصبحت زوجة ابنها عصام . وفي إحدى الزيارات النسائية تستنفر فريال وسعاد مما يدعو الأخيرة إلى طردها من منزلها.
و عندما يعلم أبو عصام بما حدث يدور بينه وبين زوجته حوار شديد اللهجة ليصل في نهاية الأمر إلى رمي يمين الطلاق على زوجته ويولي خارجاً من البيت.
بعد فترة من الانزواء يحلل الزعيم ما حدث ويفكر ملياً وبهدوء محاولا معرفة من قتل أبو سمير وهو الذي ورطه بالأمر فيطلب اجتماع رجال الحارة ليطلق عهداً على نفسه بأنه سيسلمهم قاتل أبو سمير في حدود بضعة أيام .
وبعد خروج أبو عصام من المضافة لوحظ عليه التوتر وخصوصاً من قبل أبو كاسم أخو سعاد التي كانت في غرفتها تبكي لهذا التصرف الغير المألوف عند أبو عصام حيث أنه عاد ليلاً إلى منزله ونام في أرض الديار مستنفراً لفعلته مع سعاد.
في اليوم التالي كان انشغاله مباشراً بالبحث عن الشيخ عبد العليم لكي يرد سعاد إليه.
في غرفة نوم أبو عصام حصل عتاباً كبيراً بينهما انتهى على التفاهم وعودة الحياة بينهما إلى ما كانت عليه قبل الطلاق.
وفي نفس الليلة كان الزعيم يبحث عن قاتل أبو سمير في كل مكان من أزقة حارته حتى أتته يد القدر بخنجر مسموم وفي مكان القلب أدى إلى سقوطه مقتولاً . وفي الصباح قامت قيامة الحارة بمقتله والتي تولى أبو عصام إدارة الحارة والتصرف بها بسب تأخر العقيد أبو شهاب في أرض الوقف التي كانت تعطي الحارة ومسجدها خيراً كثيراً , وبالفعل عاد أبو شهاب ليجد نار الغضب تملأ النفوس في حارته بموت الزعيم وأبو سمير الحمصاني اللذان قتلا في غيابه ودفن الزعيم بعد عهد من أبو شهاب أعطاه لجسد الزعيم بإيجاد قاتله والانتقام منه.
لقد استخف أبو النار بأبو شهاب بعد مقتل الزعيم داخلاً الحارة مقاتلاً ليرد اعتباره الذي سلب منه في أخر معركة في أيام الإدعشري عندما خرج من حارة الضبع هارباً مع رجاله حيث تصدى له أبو شهاب والحارة بمعركة سريعة أخمدت بطلب من أبو عصام الذي دخل مصلحاً بينهما حيث تم الصلح في منزله وعادت الصحبة بين الحارتين وعاد أبو غالب ليدخل حارة الضبع من جديد لكنه لم يوقف مكره وحقده وتوعد بتأجيج الفتنه بينهما.
وفي منزل أبو عصام عادت المشاكل من جديد تتأجج فتارة بين الأخ وأخوه وتارة بين سعاد ولطفية وتارة بين أبو عصام وسعاد وتارة بين جيرانه وسعاد وبناته وتارة بين أبنائه وأهل الحارة مما أضطر أبو عصام إلى إبعاد عصام عن منزله ليسكن في منزل سعاد التي ورثته عن والدها وتحت الضغط والترجي القليل إليها وخصوصاً بعدما استلم الحارة أخوها أبو شهاب خلفاً للزعيم وبه أرادت سعاد الانتقام من فريال التي رحل سندها وقريبها . حتى عادت المشاكل من جديد بين فريال وسعاد اللذان توعدا لبعضهما وقامت المشاكل من جديد وطردت فريال للمرة الثانية من منزل أبو عصام وتتالت الهجمات على سعاد من جيرانها حتى تطاول الجار على سعاد وعلى زوجها والتي سمع بها أبو عصام وكان حاضراً في منزله صباحاً بل أهين من سعاد أمام أولاده وزوجة عصام والذي رد عليها بالطلقة الثانية الطلقة التي شلت كل توتر حاصل في تلك الساعة.
يخرج أبو عصام من منزله إلى دكانه ليرسل عصام إلى المنزل ليمنع سعاد من مغادرة المنزل حفاظاً على تماسك أسرته واستمرار مراقبتها لبناتها ومن ثم لعدم فضح سعاد وأسرته في الحارة وخصوصاً ابنته دلال التي خطبت لإبراهيم وعقد قرانها والذي أقترب موعد زفافها .
لقد أراد أبو عصام تأديب سعاد بالابتعاد عن منزله وعنها نائماً في دكانته التي كشفت أسرار كثيرة عن الحارة وعن خارجها والتي كان أهمها معرفة جاسوس الحارة وقاتل أبو سمير والزعيم وعن اللصان اللذين كانا ينويان دخول منزل أبو سمير والاعتداء على زوجته التي شاع خبر جمالها في الحارات . ورغم تكتم أبو عصام عن طلاق سعاد وعن نومه في الدكان إلا أن الفضيحة كانت منتشرة في الحارة بين النساء حتى علم بها رجال الحارة والتي كان سببها فريال حيث نجح عصام و معتز من تهدئة ثورة أبو عصام و غضبه ليعود ويفكر بترجيع سعاد .
كان أبو غالب يترصد لأبو عصام كاشفاً نومه في الدكان فاضحاً له بين رجال الحارة حيث أنه قام بوضع قفل قديم فوق قفل دكان أبو عصام والذي ساهم في تأخير فتح الدكان واجتماع الحارة حولها مع أبو كاسم , وبعد ذلك فتحت الدكان وكشف أبو عصام بداخلها وانتشر خبره في الحارة وأجبرت سعاد على مغادرة المنزل بالقوة مع أبو كاسم الذي كان أسوأ رجل عرفته الحارة في تلك الفترة من قصور في الحكمة وتسرعه في اتخاذ القرارات أي أنه كان سبباً أخرً إلى مشاكل كثيرة هزت عائلة أبو عصام وهزت شخصه القوي وبدأ هبوط اسمه وشخصه في الحارة حتى أصبح أقل احتراماً بل أسوأ رجل فيها .
طلقت ابنته دلال وسحبت منه زعامة الحارة التي وكله بها أبو شهاب عندما خرج من الحارة قاصداً الغوطة لينقل السلاح منها إلى حدود فلسطين ومن ثم أمر ليسافر إلى حلب ليشتري سلاحاً جديداً . والتي أطالت أيام ابتعاده عن الحارة ليعود إليها وليجد مشاكل كثيرة كان أهمها طلاق سعاد وفضيحتها وطلاق بنت أخته دلال وطلاق لطفيه ودخول أبو النار الحارة غازياً من جديد ومن ثم ذل أبو عصام في منزله وبين رجال حارته والتي نتجت عنها آلام وبكاء وخصوصاً من سعاد ودلال ولطفيه وإبراهيم وأمه حتى وصل إلى شخص أبو عصام الذي عومل معاملة بشعة من أكثر رجال حارته وخصوصاً أبو شهاب الذي أعتبر طلاق أخته هي اهانة له ولعائلته ولمركزه في الحارة .
عادت التهديدات بين أبو النار و أبو شهاب حتى دخل أبو النار الحارة برجال لم يسبق لها مثيل والتي أدت إلى معركة قوية جداً بينهما والتي خلفت الكثير من الجرحى وكان أولهم أبو النار الذي أصيب بطعنة جديدة في وجهه أثارت غضبه لتوعد جديد وثأر جديد يقوم به مع اقتراب وصول السلاح من حلب إلى الحارة رداً على الإهانة والمعركة التي كان سببها ضرب أبو غالب في الحارة من قبل معتز وسبه مع كبير حارته ورجاله.
ومع كل هذا التوتر لم ينقطع أبو عصام عن مقابلة أبو شهاب وكيف ينقطع وعنده أسرار أكتشفها عندما كان نائماً في الدكان وخصوصاً عن الأعمى صطيف جاسوس الإنكليز وقاتل الزعيم و أبو سمير وعن اللصين اللذين سيدخلان الحارة بلباس السيدات قاصدين عرض أرملة أبو سمير الحمصاني وعن أخبار الثوار والسلاح التي تصل إليه لينقلها إلى أبو شهاب الذي أدرك غلط أبو كاسم في الكثير من الأمور و خصوصاً تعامله مع طلاق سعاد حيث عوتب عليه طويلاً وحمل السبب في كل المشاكل . وبالفعل قبض على اللصين بلباس النساء وهما على باب منزل أبو سمير يريدان اقتحامه بالقوة وحلت مشكلة أبو بشير و أبو إبراهيم وقبض على صطيف وقتل . وعاد أبو عصام يكبر من جديد في الحارة وزوجت جميلة لبشير الفران وعصام لهدى مع بكاء من لطفية لم يسبق له مثيل بعد حملها, والمشكلة التي انتقمت بها سعاد من فريال وهي في دار أخوها أبو كاسم مع تفكير جدي بين أبو عصام وبنفسه شوقاً لسعاد مع تمنعاً منه لردها لأنه لازال على خلاف مع أبو كاسم الذي أهانه أمام أهل الحارة وأبعده عن قلوب رجال حارته لفترة قصيرة حتى جاء يوم وصول السلاح إلى داخل الحارة مع ليلة تنفيذ وعد أبو النار للثأر منها سارقاً سلاح الثوار والذي أعاد إلى الحارة توتراً كاد أن ينفجر بمعركة جديدة لولا حكمة أبو شهاب ورجاحة عقله بتسليم السلاح إلى رجال الغوطة وسلم كاملاً بعدما تخلى أبو شهاب عن بارودته وأرسل أبو عصام بارودة له وكبر مجدداً الحب بين أبو عصام و أبو شهاب والحارة بأكملها عندما خرج أبو عصام بنفسه مع عصام وبعض شباب الحارة لنجدة أبو شهاب ومعتز وعبدو وتخليصهم من سجون الإنكليز بعدما قبض عليهم على الحدود بل ذهب معهم أبو النار ورجاله مع أبو غالب الذي عاد إلى أصله مع أبو النار واللذين لم يعودا إلى الحارة بل دفنا شهيدا الثرى بالقرب من مكان المعركة التي قامت بين الإنكليز وبين رجال حارة الضبع وحارة أبو النار ورجال الغوطة والتي كانت نهايتها عودة القلوب إلى القلوب ومعانقة أبو كاسم لأبو عصام بعد عودته مع أبو شهاب والشباب المحررين من سجون الإنكليز وبها أستنتج الكاتب عودة سعاد لأبو عصام وعودة أبو عصام الرجل الكبير في حارة باب الحارة . وليعود أبو إبراهيم ليطلب دلال ابنة أبو عصام من جديد لإبراهيم مع نهاية سعيدة ........ والله الموفق .